هيئة التحرير
عندما يصافح الأدبُ التاريخَ يعلنُ عن تبديل أرقام الروزنامة بحروف مائلة عن "حدّثنا"، وتغرق "كليوباترا" في صندوق من ماء الذهب معلنة فشل تمكّن السم من "ذاكرة الجسد". عندما يصافح الأدب التاريخ تسقط القلوب العاشقة في "موت صغير"، مخلفة "عهد دميانة"، ومتبجّحة بفضح أسرار "البيت الأندلسي"، مستسلمة لأمواج تعبث رياحها بــ"الشراع المقدّس". عندما يضمّ التاريخُ أقلام الرواة، تبدأ امرأة "عزازيل" برفع رأسها القبيح، محدقة في "أسفار مدينة الطين" لتصيبها بالحسد المبين، وتبث تميمة تنثر فيها دماء البراءة بين "الحرب والسلام". وفي لحظة الدهشة التاريخية بروايات الأدب لا تكذّب عزيزي القارئ أي تهمة في "عبث الأقدار"، ولا تحصي رقمًا بعد "ثلاثية غرناطة"، وكن شجاعًا معلنًا انضمامك إلى "الفرسان الثلاثة"، ولا تلتفت إلى ما قد يشيعه "أولاد الناس" عن "كفاح طيبة"، فلعبة "قواعد العشق الأربعون" لا تنطلي في كل مرة على "الحدقي"، وإن جاذبها مرات "زمن الخيول البيضاء".
أيها الراوي، ما للحكاية من بداية دون "جرّة قلم" مؤرّخ، ولهذا ولغيره، تأتي سياق عابقة بتاريخ وخيال، وعدد تتبسّم فيه الحكايات، وتشي بأسرار الرواية التاريخية ليكون موضوعًا مشتركًا بين التاريخ والأدب وهو "الرواية التاريخية". وتتصل أبواب سياق هذه المرة بأسانيد مختَلف عليها من التاريخ والأدب في أبوابها التي تنتظرون، فمن سجال حول سرديات التاريخ وحديث عن التخييل وموثوقية النص، إلى أسئلة الرواية التاريخية. ثم طرح الجدل والمناقشة في سلالم تعرج بين غواية المقدس ورواية المدنس. ثم وشوشة تاريخية بين أطياف الألوان وسردياتها في تشكيل، ومحاولة لتفتيق مصطلح التخيّل التاريخي. ولا تترك سياق قارئها الأثير دون أن تشاكس الترجمة والأثر للرواية التاريخية، وتتخذ من سِفر لوكاش عن الرواية التاريخية مادة للمراجعة، مستجيبة لمكر الرواية وحيلها الكتابية التاريخية في مقال نقدي مستنير. وتأتي متابعات سياق وأخبارها التي تصنع تاريخ روزمانتك -أيها القارئ- وقائمة قراءتك التاريخية الأدبية.
والآن، قبل أن نتركك بين براثن عدد شائك بجدلياته ومنعطفاته الكثيرة، يطيب لسياق أن تستمر في تلاوة سردية الوطن الخالدة في يومه الوطني العظيم، الذي أرّخته الأيام في سبتمبر من كل عام، لكنّ سياق تتلمس بهاءه في كل لحظة، وتبث التهاني به ليكون روايتها التي لا تعرف التاريخ، بل يتعرّف التاريخُ بها!
اقلب عزيزي القارئ الصفحة، فهذه المقدمة الآن من التاريخ، وأنت الراوي، وسياق الحكاية التي "تبتسم" ونحن بانتظار "الرواية"!
Comentários